أعلنت SWIFT، العمود الفقري العالمي للرسائل الخاصة بالمدفوعات المصرفية الدولية والتي تستخدمها أكثر من 11,000 مؤسسة في أكثر من 200 دولة، عن مشروع لتطوير سجل قائم على تقنية البلوكشين مصمم لتمكين المدفوعات عبر الحدود على مدار الساعة. ستستفيد هذه المبادرة من نموذج أولي تم إنشاؤه بواسطة Consensys، شركة تطوير إيثيريوم، وستشمل اتحادًا يضم أكثر من 30 من البنوك والمؤسسات المالية الرائدة. يهدف السجل إلى العمل كسجل لامركزي وفوري للمعاملات، يقوم بترتيبها، والتحقق من صحتها، وفرض قواعد الامتثال من خلال العقود الذكية القابلة للبرمجة.
سيعمل سجل البلوكشين على توسيع دور SWIFT التقليدي من الرسائل إلى تسوية المعاملات، معالجًا القيود الناتجة عن نماذج المعالجة الدفعية التي تحد من أوقات المدفوعات لمناطق زمنية محددة. من خلال توفير سجل مشترك مستمر، يهدف النظام إلى تقليل أوقات التسوية، وزيادة الشفافية التشغيلية، وتقليل احتكاك التسويات. ستساهم المؤسسات المشاركة ببنية تحتية للعقد، وتتحقق من صحة المعاملات، وتستخدم بروتوكولًا موحدًا لإدارة دورة حياة المعاملة، بينما ستحتفظ SWIFT بمراقبة الحوكمة وقواعد الشبكة.
تأتي تبني SWIFT لتقنية البلوكشين بعد سنوات من التجارب مع الترميز ونماذج السجلات الموزعة. في مواجهة تهديد منصات العملات المستقرة التي تقدم نقل قيمة سلس، أكدت الشبكة على أهمية التطور لتلبية حالات الاستخدام الجديدة. من المتوقع أن يندمج السجل الجديد مع معايير SWIFT الحالية، مثل تنسيقات الرسائل ISO 20022، مما يمكن من التوافق مع الأنظمة القديمة ومسار انتقال للمشاركين الحاليين. ستحدد إطار الحوكمة للمبادرة معايير لإدراج المعاملات، وآليات حل النزاعات، وبروتوكولات التحديث.
يرى مراقبو الصناعة أن هذا المشروع يمثل تحولًا كبيرًا لـ SWIFT، حيث يجسر الفجوة بين خطوط البنوك المركزية والتقنيات اللامركزية. إذا وصل السجل إلى جاهزية الإنتاج، فقد يعيد تشكيل ديناميكيات السيولة الدولية، ويقلل من مخاطر الائتمان للطرف المقابل، ويوفر بنية تحتية موحدة للأصول المرمزة المنظمة. تتماشى هذه الجهود مع الاتجاهات الأوسع في الصناعة نحو التمويل المفتوح وترميز الأصول الرقمية، مما يضع SWIFT كحامٍ لمعايير الدفع العالمية ومبتكر في قدرات المعاملات عبر الحدود.
التعليقات (0)